شارك الكتاب


مر بساحتي راكب متجه نحو الشمس وعيناه معلقتان بجو السماء مقلبا أرجاءها كما يقلب القارئ المتلهف صفحات كتاب؛ وفي يديه كتاب مرقوم رماه لي ومضى هائما على وجهه؛ ناديته ياسيدي بالله عليك هلا ترجلت ورحمت القلب وما وعى والعقل وما حوى. أجابني: ابن الحبيب ابن الحبيب أخذ مني الفؤاد فمنذ رحل وأنا ممتط هذا الجواد أبحث عن كنزه؛ قلت كذاك أنا والله ؛ وهل وجدته؟ قد مرت 48 سنة على دفنه؛ قال آهٍ مثل هذا الكنز لا ينبغي أن يكون مدفون؛ إليك عني إليك عني؛ كيف تفهم مقالي وأنت لم تذق مذاقي؛ وكيف تشاركني همي وأنت أُمِّي؛ عذرا لا تلمني؛ زفرت زفرة كادت منها كبدي تشوى؛ وتوقفت لا أريد أن أبث له الشكوى؛ إستجمعت أنفاسي وقلت ما إسمك سيدي قال:إسمي عابر سبيل قلت يا عابر السبيل.. فعاجلني بكلماته مستوقفا.. إقرأ كتابي فإن لي مع إبن الحبيب حالا وإتصالا؛ وقالا ومقالا؛ قلت بالله عليك هلا أكرمتني بلقاءاتك ومشاهداتك؛ لعلي أحصل منها على قبس أو" أجد على النار هدى".

وكز حصانه وطار حيث لا أراه؛ غير أني أسمع صوته يقول "إنتبهت من نشوة سكري التي كنت فيها فما وجدت غير بغية المريدين السائرين وتحفة السالكين العارفين بين يدي فضممته إلى صدري وقلت يا ليت قومي يعلمون أين دفن جسد الشيخ وأين دفنت روحه جسد الشيخ بمكانه بمكناس وروحه في الديوان"

كلماته التي بدأت تخفت كلما تباعد عني وأفل؛ أسرعت وراءه وصرخت بأعلى صوتي عرفت الكنز؛ جزاكم الله من عابر سبيل؛ وبارك فيكم ولا حرمني الله من عبوركم علي؛ وإذا بسط المولى في العمر بسطا؛ يدا في يد بحول الله لحي ليلى؛ حادينا ابن الحبيب رحمه الله.

https://files.fm/f/qx5gp8qab

أترك تعليقا



التعليقات (0)