لفتة لطيفة في كيفية إتصال الطيب تو بالشيخ المربي محمد بن الحبيب الأمغاري
الحاج الطيب تو (مغنية)
إتصالي بشيخي سيدي محمد بن الحبيب الأمغاري الحسني مكناس المغرب أخذت عنه السلوك و الأوراد والإسم الأعظم وقدمني في الطريقة الحبيبية
الصوفية المنتسبة إلى الشاذلية الدرقاوية
وله في ذلك سر عجيب. فقد رأيته في الرؤيا مرتين الأولى لماكنت في الحد اصبابنة (مسيردة) وأنا طالب والقوم يخوضون في الصوفية بين مؤيد ومعارض استخرت الله في أن يلهمني إن كان في الوجود شيخ مربي ولو في الصين أو في سوس الأقصى أن يريه لي أو يؤيسني في ذلك فرأيت نفسي أبحث عن الشيخ المربي جهة بوعلوش (مسريدة) فوجدت شيخي الحاج محمد بن الصديق البيدري ومعه خمسة وهو سادسهم ولهم عمائم صفر والماء ينساب من تحتهم كساقية تجري وشيخي مرتفع عليهم . يدرسهم في باب الطهارة قائلا قال المازري رحمه الله. فالتفت إلي وقال لي يا سي! الطيب إذا أردت. سعد الدنيا والآخرة فعليك بمجمعنا هذا كررها ثلاثا وان كنت تبحث عن الشيخ المربي فإصعد مع هذا الجبل ولما فارقته حياء منه. متجها حيث أشار لي وجدت شيخي سيدي محمد الحبيب فصافحني وأمسك بيدي وقال أنا الشيخ محمد بن الحبيب إذا جئت عندي أقدمك وأدخلني داره وله بنتان إحداهما تعمل والأخرى واقفة كانت تكنس بقايا الأغنام فصعدنا إلى الطابق العلوي وفي السلاليم تماثيل قديمة أتعجب منها قائلا سبحان الله سبحان الله مكررا إياها إلى أن وصلت المنزه وهو مقام يسكن فيه الشيخ في الزاوية؛ وقفت وقلت له هذا مقامي فقال لي لا زلت أسكن في الأعلى فقلت له هذا حدي .
والرؤيا الثانية وهي لما كنت في الخدمة العسكرية عند فرنسا وكنت مريضا في المستشفى العسكري أثناء الحرب العالمية في تونس سنة 1945م جاءني شيخي سيدي ومعه شيخي سيدي محمد بن الحبيب فقلت له نسيتنا يا شيخي سيدي ا أحمد بوطالب فقال لي لا زلنا نحبك وجئنا لنخرجك من العسكر فقال له الثاني مازال له مكتوب عندهم ولا يخرج حتى لا يبقى فيه قطرة من الذنوب ولكن سنأخذه على أرزيو في ضمانية سيدي بوعبد الله فقال له سيدي أحمد بوطالب أنا شيخه شيخ الذات وأنت شيخه شيخ الروح مطبوع على إذنك منذ صغره فقال لي شيخي محمد بن الحبيب العام القادم تعال عندي إلى مكناس تزورني أقدمك.
وهكذا لما أنهيت خدمتي العسكرية أي سرحنا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وهذا من سنة 1936 إلى غاية 1938 ثم جندت ثانية بعد قيام الحرب إلى نهايتها فسافرت في القطار إلى المغرب (مكناس) امتثالا للرؤيا وتصديقا بها وقد وقعت لي ألطاف كثيرة فاستقبلني في الزاوية المجذوب سي محمد نور وقدمني للشيخ فأخذت عنه العهد الوسيلة في 12 ربيع الأول يوم الإثنين من سنة 1365هـ الموافق 26 مارس 1945م . وقد سألته عن البنتين التي رأيتهما في الرؤيا فقال لي ليس لي بنات فلم أرزق بأولاد أنتم أولادي فالواقفة هي الحقيقة والثانية هي الشريعة وقد أذن لي في الكثير من الأشياء، وبشرته أن هناك أخ لي في معسكر قد تعاهدنا على البيعة أن من وجد الشيخ المربي يدل عليه صاحبه. فقال لي الحمد لله الذي جعل الفتح على يديك. زرت معسكر كثيرا ولم يفتح لنا فيها. وبالفعل لما جاء الشيخ عندي أخذته إلى معسكر وسلك على يديه الحاج خلاف الطاهر فقدمه في الطريق وكثير من الفقراء وأصبحت زاوية يشع نورها إلى اليوم لأنهم أهل عزم ونية صادقة. وقد فتح الله على يديهم بانتشار الطريقة الحبيبية في معسكر وغيرها من بلدات القطر الجزائري.
كتبه ابنه الحاج عبد القادر ومقدم زاوية مغنية
التعليقات (0)