شارك المقال

سيدي أحمد البدوي ابن الحاج أحمدالشهير بزويتن

القدوة الهمام البركة الإمام الناصح النفاع الوافر الأتباع العارف بالله الدال بحاله ومقاله على الله ؛ أبو العباس سيدي أحمد البدوي ابن الحاج أحمدالشهير بزويتن

نشأ رحم الله في عفاف وديانة، وكانت له حانوت بسوق العطارين ثم إنه تركها وانقطع إلى الله تعالى، واشتغل بالعلم والتعلم، فكان يحظر مجالس الشيخ سيدي الطيب ابن كيران وسيدي حمدون ابن الحاج، والشيخ سيدي عبد السلام الأزمّي، وغيرهم وقرأ علم التجويد على الشيخ مولاي إدريس بن عبد الله الملقب بالبكراوي.

ثم إنه صار يطلب من يأخذ بيده إلى الله تعالى، وحصل له ولوع بكتب القوم، إلى أن لقي الشيخ الأكبر مولاي العربي بن أحمد الشريف الدرقاوي، وذلك سنة 1215هـ، وكان من كبار أصحابه وخواصهم وذوي الأحوال العجيبة منهم.

وله زاوية وأتباع وأصحاب وأشياع، ظهرت عليهم بركته وشملتهم عطفته وسبب تلقيبه بالبدوي: أن والده المذكور ذهب للحج؛ فلما بلغ مصر ذهب لزيارة سيدي أحمد البدوي في يوم من الأيام، وكان يوم موسمه فحلف لا باع ولا اشترى في ذلك اليوم، وإنما يتفرغ للزيارة؛ فسأل الله تعالى عند قبره أن يرزقه ولداً صالحاً، وقال: ((إن أعطانيه الله تعالى؛ لأسمينه باسم هذا الولي تبركاً، ورجاء أن يكون مثله))؛ فاستجاب الله دعاءه، وكان شيخه مولاي العربي الدرقاوي يشهد له بالصديقية، وذكر بعضهم أنه لم يخلف مثله في مقامه وحاله وأنه وارث سره وخليفته من بعد.

وذكر تلميذه العارف بالله أبو عبد الله سيدي محمد العربي بن الهاشمي المدغري

الحسني المتوفى عام 1309هـ في تأليف له ضمنه التعريف بشيخه المذكور أنه رضي الله عنه سماه " المشرفي المسلول في إبطال دعوى كل مضل جهول" قد أدرك درجة القطبانية الغوثية؛ وقال: ((من رأى رسائله وتأليفه في أنواع العلوم؛ خصوصا علم الحقائق لا يمتري في أنه قطب زمانه لأن الأوصاف التي ذكرها أهل الطريق للقطب والعلوم التي ذكروا أنه مختص بها، كلها موجودة في الشيخ رضي الله عنه)) .

وله رضي الله عنه رسائل وهي المسماة " المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم عزائم الطريقة المحمدية، وكشف أستار الحقيقة الأحدية، تبييناً واضحا لمن هو مخلص في النية مجد في صفاء الطوية"، وله رسائل صغرى. توفي رحم الله ليلة الأحد قرب الفجر بيسير ثالث وعشرين ذي الحجة الحرام عام 1275هـ، ودفن بزاويته المحدثة بحومة السياج تقابل زاوية سيدي عبد الواحد الدباغ، وضريحه بها فناء الذي عن يمين الداخل، عليه مقبرية من الخشب، وهو مزار متبرك به.

منقول من كتاب كنز الأسرار للغريسي

أترك تعليقا



التعليقات (0)